الأسرى حين يعشقون!

الأسرى حين يعشقون!

  • الأسرى حين يعشقون!

اخرى قبل 2 سنة

الأسرى حين يعشقون!

بكر أبوبكر

ليس ككل الأسرى، سعيُهُم. وكل الأسرى في بلادنا يتبارون في تقديم خلاصة ما يتمنونه ويحلمون به لفلسطين ولأمهاتهم وأبنائهم مقدمًا على ذواتهم وأرواحهم المحلقة أبدًا تجوب جبال فلسطين ووهادها من طبريا وصفد وحيفا الى اللد ورام الله وبئر السبع وغزة والخليل ورفح بل وصولًا الى أم الرشراش. انهم عاشقون أبديون.

وليس ككل المعتقلين هدفُهم، فهم ينادون الأحبة من بئر يوسف أن أنقذونا! من ضيق الطوق وصلابة الأصفاد، ومحنة البعد... فلسنا بانتظار السيّارة، ولسنا بوارد الأسى مادامت الشمس تشرق على جبين أبطالنا خارج القضبان.

ليسوا هم ككل الأسرى في العالم.

وليسوا هم ككل المعتقلين حول العالم.

هم ليسوا ككل المعتقلين وأن كانوا على مستوى واحد من الانسانية وعشق السماء.

فمن يذُق معنى الاحتلال والاستعمار والعنصرية المتراكبة معًا يفهم جليًا كبسلة الظلم المركب بكثير من الحرمان والقتل والضيق وما لا يحصى من الأيام التي لا يخرج عليها نهار الحرية الأبيض.

الاعتقال في فلسطين ليس للجسد فقط، للكيان المادي الضعيف بمقدار ما فيه من سعي احتلالي قروأوسطي حثيث للقتل العقلي والروحي والنفسي، فأنت إن جردت الانسان من روحه لا يبقى الا الخواء، وفي الخواء هدر لكلية الشخصية أو توازنها حتى تبقى بلاملامح!

لذا هم ليسوا ككل الأسرى لأن مجابهتم الصلدة لمحاولات التحطيم بكافة مكوناتها المادية والنفسية والروحية والعقلية تناطح السعي اليومي الحثيت والخبيث للسجان.

قلب أسيرنا البطل معينٌ لا تنضب ماؤه المتدفقة إيمانًا وثقة وعشقًا رغم حجم الخلخلة والتمزق والظلام الذي يلف الجلود.

قلوب أسرانا آثرت الاستمرار في عشق الزهور والفراشات وحبات الزيتون الاخضروالبرتقال وكثير من خبز الطابون وحدقات عيون الامهات والسماء الزرقاء....وأنفاس الصباح الدافئة

هم ليسوا ككل الأسرى في عالم الجريمة المنظمة، أو الظلم المستقر على قلوب كثير من المعتقلين والأسرى بالعالم، وهم بتمايزهم يرسمون بصمودهم الفذ نماذج نضالية رغدة بقدرتها على التجاوز .

بحجم اتصالهم بالامة العربية والاسلامية وحضارتهم الرحبة المميزة وبها ومنها يغرفون ويشربون ولا يرتوون، أنهم صناع المستحيل، ونصْل السيف ومقدمة الركب نحو الفجر.

هم يتجاوزون الظلمة كما يتجاوزون النحيب، ويرفضون البكاء ويسعون للسمو فوق جراحات القلوب ودفقات المشاعر المنقبضة كلما حطّت فراشة حزينة على غصن مائل أو كلما جرحت قدم طفلة تلعب وتلهو في فناء منزل والديها!

إذ كلما التقيت (بأسير محرر) أو سمعت أو أطل عليك خبر عن أحدهم داخل الزنزانة كلما تفتّت في جنبيك اليأس الماحق لتكتسب من صمودهم هم لحن الثبات وتعزف المقاومة بلا انقطاع.

هم كتلة من النفحات الربانية والمشاعر النديّة التي تسد عليك طريق الفرار!

 

 


 

Baker AbuBaker

 

التعليقات على خبر: الأسرى حين يعشقون!

حمل التطبيق الأن